بعد أيام من الزوبعة التي أثارها تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، صوره أحد صحفييها من داخل مكة بعد أن دخلها سراً وسلك مسار الحجاج المسلمين فيها، أعلن الأمن السعودي إحالة مواطن سعودي إلى النيابة العامة بتهمة التواطؤ مع الصحفي الذي قيل إنه يحمل الجنسية الأمريكية، وذلك في مخالفة صريحة للنظام المعمول به في المدينة المقدسة.وأصدر الأمن السعودي بياناً نشره على تويتر قال فيه إن شرطة منطقة مكة "أحالت إلى النيابة العامة مواطنا متواطئا قام بنقل وتسهيل دخول أحد الصحفيين (غير المسلمين) ويحمل الجنسية الأمريكية إلى العاصمة المقدسة عبر سلوكه المسار الخاص بالمسلمين، في مخالفة صريحة للأنظمة التي تحظر دخول مكة المكرمة لغير المسلمين، حيث جرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه". وطالب البيان جميع الوافدين إلى السعودية بضرورة "احترام الأنظمة والالتزام بما تقضي به، خصوصاً ما يتعلق بالمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين".وحذر الأمن السعودي من ارتكاب أي مخالفات من هذا النوع لأنها "تعتبر جريمة ولن يتم التساهل معها"، كما "ستُطبق العقوبات على مرتكبيها استناداً للأنظمة ذات الصلة".التقرير المصور الذي بثته القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية يوم الإثنين مدته عشر دقائق، وأعده الصحفي جيل تماري الذي ظهر متنقلاً بسيارة بجوار المسجد الحرام في مكة وصاعداً جبل الرحمة، وهو جزء من مشعر عرفات الذي يحظى بقدسية شديدة باعتباره المكان الذي ألقى فيه النبي محمد خطبة الوداع قبل 14 قرنا.وكان تماري برفقة شخص يبدو أنه مرشد محلي، حُجب وجهه كي لا تُكشف هويته. وخفض تماري صوته بينما كان يتحدث أمام الكاميرا باللغة العبرية، وأحيانا باللغة الإنكليزية. الغضب لم يعتر الأوساط العربية الإسلامية فقط بل سُجلت العديد من ردود الفعل الإسرائيلية، ومنها بيان أصدرته القناة نفسها نافية أن تكون قد تقصدت إيذاء مشاعر الأمة الإسلامية والمملكة السعودية: «زيارة محرر الشؤون الخارجية لمكة المكرمة لم تأت للمساس بمشاعر الأمة الإسلامية والمملكة العربية السعودية. نحن في أخبار القناة 13 نعبّر عن اعتذارنا وأسفنا إن شعر أحد بالغضب بسبب هذه الزيارة، إن الفضول الصحفي هو جوهر العمل الصحفي من أجل الوصول إلى كل الأماكن والتغطية من مصدر أول". كذلك وصف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج – وهو مسلم – الخطوة التي قام بها الصحفي بالشيء الغبي، قائلاً: "آسف (لكن) بث (هذا التقرير) والتفاخر به كان شيئا غبيا. بث هذا التقرير من أجل المشاهدات كان تصرفا غير مسؤول ومؤذيا"مضيفاً أن التقرير يؤثر سلباً على جهود الولايات المتحدة التقريب بين إسرائيل والمملكة للوصول إلى اتفاق تطبيع بين البلدين.يذكر أن تماري كان في جدة لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية يوم الجمعة، ولم يتضح ما إذا كانت السلطات السعودية قد وافقت على زيارته مكة.لاحقاً قدم تماري اعتذاراً وقال إنه لم يقصد الإساءة للمسلمين بل كان هدفه إظهار أهمية مكة وجمال الدين وبالتالي تعزيز التسامح الديني.