ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في 20 عاما مقابل سلة عملات وتجاوز اليورو بعد أن أظهرت بيانات يوم الأربعاء أن تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفع إلى أعلى مستوى في 40 عاما ونصف العام في يونيو/ حزيران.وزاد مؤشر أسعار المستهلكين 1.3 بالمئة الشهر الماضي مع استمرار ارتفاع أسعار البنزين والمواد الغذائية، وهو ما فاق 1.1 بالمئة التي توقعها الاقتصاديون في استطلاع أجرته رويترز.وانخفض اليورو إلى 0.9998 دولار، متراجعا عن العملة الأمريكية لأول مرة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2002، قبل أن يرتفع إلى 1.0023 دولار.وصل مؤشر الدولار إلى 108.59، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2002، من نحو 107.9 قبل صدور بيانات التضخم.وتتعرض العملة الأوروبية الموحدة لضغوط في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة أزمة طاقة أثارتها العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.وقال لو برين، محلل السوق في (دي.آر.دبليو تريدينغ) بشيكاغو "العقوبات التي تحاول الإضرار بروسيا تضر أيضا بالاتحاد الأوروبي... إنهم يمرون بوقت عصيب للبدء في الخروج من الجائحة، لكن هذا المستوى الإضافي من المشاكل يجعل اليورو أقل جاذبية".
ويقول المحلل جاين فولي لدى شركة "رابوبنك" للخدمات المالية "إلى أي حدّ يمكن أن يصل تدهور اليورو؟ يعتمد ذلك على الأرجح على رغبة روسيا في مفاقمة الحرب الاقتصادية مع أوروبا" مشيرًا إلى أن "معرفة نوايا الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين ليس أمرًا سهلًا".وازدادت المخاوف بشأن مستقبل أوروبا منذ أن بدأ خط أنابيب نورد ستريم 1، أكبر خط أنابيب منفرد ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، أعمال الصيانة السنوية يوم الاثنين. وتشعر الحكومات والأسواق والشركات بالقلق من احتمال تمديد الإغلاق بسبب حرب أوكرانيا.ومن المتوقع أيضا أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة أكثر من نظرائه ومن بينهم البنك المركزي الأوروبي.ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة 75 نقطة أساس عندما يجتمع يومي 26 و27 يوليو تموز، وقد رفع المستثمرون رهاناتهم على أن زيادة 100 نقطة أساس قد تكون مطروحة على الطاولة بعد قراءة بيانات التضخم القوية يوم الأربعاء.وارتفع الدولار 0.49 في المئة مقابل الين الياباني إلى 137.54، لكنه استقر دون المستوى 137.73 الذي وصل إليه يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى في 24 عاما.