قبل الجولة الثانية الحاسمة للانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمعة في 24 أبريل/نيسان الجاري، هاجمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن مجددا طريقة ذبح الحيوانات وفقا للشرائع الدينية.يذكر أن الديانتين اليهودية والإسلامية تحظران ذبح حيوانات نافقة، وبالتالي تسمح السلطات الفرنسية استثنائيا لمحلات بيع اللحوم "الحلال" و"الكوشير" بذبح الحيوانات دون صعقها أو خنقها. لكن المدافعين عن حقوق الحيوان يعتبرون أن ذبح الحيوانات وهي واعية ممارسة في غاية القسوة.
ينتاب سارة غوتمان وهي فرنسية من الجالية اليهودية مقيمة في باريس، شعور "سيء" ممزوج بـ"مخاوف" من وصول مارين لوبن إلى الرئاسة في فرنسا، وهي التي وعدت بالاستجابة لمطلب وقف ذبح الحيوانات على الطريقة اليهودية والإسلامية، حال فوزها بالانتخابات. وتعتقد سارة غوتمان أنه لو طبقت مارين لوبن فكرتها في حال فوزها فإن ذلك يعني بالنسبة لها "اختراقا لخصوصيتها" من خلال أطباق الأكل.وقالت لوبن إن ذلك لا يعني منع بيع اللحم الحلال و "الكوشير" لأنها سترخص باستيراد اللحوم التي يتناولها المسلمون واليهود. كما أوضحت أنه لن يتم إلغاء محال بيع اللحم الحلال والكوشير، وقالت"تعلمون أن عدداً من الدول في أوروبا قد أصدرت تعليمات في إطار الرفق بالحيوانات وفي إطار متطلبات الصحة، تقضي بصرع الحيوانات قبل ذبحها". في حين يقول الرئيس المنتهية ولايته ،إيمانويل ماكرون إنه لا يريد " أن تعمل فرنسا على منع المسلمين أو اليهود من الأكل كما يقضي دينهم".
لكن سارة غوتمان وزوجها بنيامين يعتزمان مغادرة فرنسا "إذا تدخلت حكومة يمينية متطرفة في حظر لحوم الكوشير" وهما يعتبران أن " استهداف اللحوم المذبوحة وفق التقاليد الدينية يمكن أن يكون مجرد بداية لخطوات قد تجعل اليهود والمسلمين الفرنسيين يشعرون بأنهم غير مرحب بهم". وقالت غوتمان "إن مهاجمة الطريقة التي نأكل بها تمس خصوصيتنا وهذا أمر خطير للغاية" حسب قولها.
من جانبها ، قالت حياة التابت وهي من الجالية المسلمة ومقيمة في باريس، إنه لو تم حظر ذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية فإنها قد "تضطر إلى الذبح بشكل غير قانوني في المنزل مراعاة للتقاليد الدينية".وترى لوبن إنه يجب أن تصاب جميع الحيوانات بالصعق قبل الذبح "مراعاة للرفق بالحيوانات" كما تقول. في حين يعتقد بعض اليهود والمسلمين الملتزمين دينيا "أن الصعق يسبب معاناة غير ضرورية للحيوانات وأن طقوس ذبحهم من أجل اللحوم الحلال أكثر إنسانية".
كما تابعت لوبن " ذبح الحيوانات دون إفقادها الوعي مسبقا يفترض أن يتطلب وضع لاصقة على لحومها قبل عرضها في السوق"، بل وأكدت أن "الذبح دون إفقاد الحيوانات وعيها يجب أن يمنع" أساسا. واقترحت بناء على ذلك "السماح باستيراد اللحوم التي تم ذبحها وفق التقاليد الدينية من الخارج"يذكر أن العديد من الدول الأوروبية تبيح الذبح الحلال، ذلك أن القانون الأوروبي ينص على وجوب تخدير الحيوان قبل قتله، مع استثناءات تتعلق بالذبح وفق قواعد دينية.
يشار إلى أن دولاً في الاتحاد الأوروبي كالدنمارك والسويد وسلوفينيا حظرت ذبح الحيوانات على الطريقة اليهودية والإسلامية، غير أن بلداناً أخرى لا زالت تسمح بالذبح حسب الشرائع الدينية، كما في كل من: ألمانيا، فرنسا، النمسا، هولندا، اليونان، إسبانيا، إستونيا، فنلندا وبولندا.وفي 2019 ،دخل قانون حظر ذبح الحيوانات على الطريقة اليهودية والإسلامية في إقليم والونيا البلجيكي، حيز التنفيذ، ما سيحرم المواطنين المسلمين واليهود في البلاد الحصولَ على اللحوم ومنتجاتها من الأسواق المحلية وفق المواصفات التي تمليها الشريعتان الإسلامية واليهودية. ويقول يوهان بنيزيري رئيس اتحاد المنظمات اليهودية في بلجيكا إن " حظرذبح الحيوانات على الطريقة الدينية يجعل اليهود يشعرون "أنهم ليسو جزءًا من الثقافة الأوروبية" مضيفا " إنهم "يريدون "تصويرنا " على أننا همجيون" معتبرا حظرلحوم الكوشير في فرنسا "سيكون له تأثير مدمر" على المجتمعات اليهودية في أماكن أخرى"على حد قوله.