وجد عدد كبير من الطلاب المسلمين أنفسهم في قلب نقاش عاصف حول حظر الحجاب في المدارس في ولاية كارناتاكا في جنوب الهند. وتحاول أغلب الطالبات المسلمات المحجبات دخول مدارسهم وكلياتهم، كما فعلوا دائمًا، لكن الشرطة التي تحرس البوابات تمنعهم من الدخول.ورفع ستة طلاب دعوى قضائية لإلغاء حظر الدولة للحجاب في المدارس والجامعات، بحجة أنه ينتهك حقوقهم في التعليم والحرية الدينية، لكن المحكمة العليا أيدت الثلاثاء الحظر بحجة أن الحجاب الإسلامي ليس من الممارسات الدينية الأساسية للإسلام.
أصبحت القضية نقطة سجال للمعركة حول حقوق المسلمين، الذين يخشون أن يتم وضعهم جانباً كأقلية في الهند. فهم يعتبرون الحظر المفروض على الحجاب تصعيدًا مقلقًا للقومية الهندوسية في ظل حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.وأيدت محكمة كارناتاكا الهندية الحظر على ارتداء الحجاب في الفصول الدراسية بالولاية في حكم قد يمثل سابقة ينسحب تأثيرها على سائر البلاد التي تضم أقلية مسلمة كبيرة. وكان الحظر الذي فرضته الولاية الجنوبية الشهر الماضي قد أثار احتجاجات من بعض الطلبة والآباء المسلمين واحتجاجات مناوئة من الطلبة الهندوس.ويقول معارضو الحظر إنه وسيلة أخرى لتهميش المسلمين الذين يمثلون 13 بالمئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة.
وقال ريتو راج أسواستي كبير القضاة بالمحكمة العليا في كارناتاكا في قراره "نحن مع الرأي المدروس القائل بأن ارتداء النساء المسلمات للحجاب لا يمثل فرضا من فروضهن الدينية". وأضاف أن الحكومة لديها السلطة لتحديد التوجيهات فيما يتعلق بالزي رافضا بذلك التماسات مختلفة تطعن في الحظر.
قبل صدور قرار المحكمة أعلنت السلطات في الولاية إغلاق المدارس والكليات وفرضت قيودا على التجمعات العامة في بعض مناطق الولاية لمنع أي اضطرابات محتملة.وقال عبد المجيد رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي الهندي في الولاية والذي يدافع عن قضايا المسلمين إنه سيخاطب أصحاب الالتماسات والآباء لمساعدتهم في الطعن في الحكم أمام المحكمة العليا إذا ما رغبوا في ذلك. وأضاف "قرار المحكمة العليا (بالولاية) يتعارض مع حقوق الأفراد ومع الحقوق الأساسية ومع الحقوق الدينية. فالمسلمات يرتدين الحجاب منذ مئات السنين".
بدأت الجدل حول حظر الحجاب في المدارس والجامعات في الهند في يناير- كانون الثاني، حيث بدأ العاملون في كلية حكومية تديرها الحكومة في مدينة أودوبي الساحلية في ولاية كارناتاكا، برفض قبول الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب. وقالوا إن الفتيات انتهكت قواعد الزي الرسمي.لتهدئة التوترات، أغلقت الدولة، التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي، المدارس والكليات لمدة ثلاثة أيام. ثم فرضت حظرا على مستوى الولاية للحجاب في الفصول الدراسية، قائلة إن "الملابس الدينية" في المدارس التي تديرها الحكومة "تتعارض مع المساواة والنزاهة والقانون والنظام العام".استسلمت بعض الطالبات وكشفن رؤوسهن، فيما رفضن آخريات ومُنعوا من المدرسة منذ ما يقرب من شهرين.ترتدي الحجاب العديد من النساء المسلمات للحفاظ على الحياء أو كرمز دين، وهو أمر يفرضه إيمانهن. أما المعارضون له فيعتبرونه رمزا للاضطهاد المفروض على المرأة. ينفي مؤيدو الحجاب ذلك ويقولون إن له معاني مختلفة حسب الفرد، بما في ذلك التعبير الفخور عن الهوية الإسلامية.