هل نمو الوظائف يعزز التفاؤل بشأن استمرار سوق العمل النشط؟

أفادت وزارة العمل يوم الجمعة أن أصحاب العمل قد أضافوا 353 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، وهو أعلى رقم لهذا العام، ويقارب ضعف التوقعات التي كانت قد تنبأ بها الاقتصاديون الذين استطلعت آراءهم صحيفة وول ستريت جورنال.

وارتفعت عائدات السندات بعد صدور هذا التقرير، مما يشير إلى أن المستثمرين يعتقدون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج الآن إلى وقت أطول لخفض أسعار الفائدة. ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1%، ليغلق عند مستوى قياسي جديد، مما يشير إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر ثقة بأن سوق العمل القوية قادرة على الاستمرار وأنها ليست مشكلة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى، بعد أشهر من القلق بشأن انخفاض التضخم.

يظهر هذا الأداء القوي للسوق العمل تحسنًا في الاقتصاد، مما يعكس الثقة المتزايدة لدى أصحاب الأعمال والمستثمرين في استمرار النمو الاقتصادي.
تم تعديل مكاسب الرواتب لشهر ديسمبر أيضًا باتجاه صعودي إلى 333,000 وظيفة، مقارنة بـ 216,000 في القراءة السابقة، هذا التعديل يعزز بشكل أكبر وجهة النظر السائدة بين الاقتصاديين والمستثمرين، حيث يظهر أن البحث عن وظائف أصبح أقل صعوبة مما كانوا يتوقعون.

وفي يناير، استقر معدل البطالة عند 3.7%، بدلاً من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع إلى 3.8%، بالإضافة إلى ذلك، تجاوزت الأجور التوقعات حيث ارتفعت بنسبة 4.5% في الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق. 

يجدر بالذكر أن هذا الارتفاع الكبير قد يكون ناتجًا عن انخفاض محتمل في ساعات العمل، والذي قد يكون نتيجة لتأثير الظروف الجوية السيئة في فصل الشتاء، وهو الأمر الذي أشار إليه بعض المحللين.

قال جينادي جولدبرج، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في شركة تي دي سيكيوريتيز: كان التقرير إيجابيًا على مستوى العالم. شهدنا مكاسب قوية في قوائم الرواتب الرئيسية، والمراجعات القوية وبقاء معدل البطالة دون تغيير،هذا يظهر أن سوق العمل تعمل بشكل أفضل مما كان متوقعًا في السابق.

ومن المرجح أن يؤثر تقرير الرواتب الإيجابي يوم الجمعة على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل في الفترة من 19 إلى 20 مارس. من المتوقع أن يبقى البنك على المسار الحالي للحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة، حيث يتوقع المسؤولون المزيد من الأدلة على استمرار الاتجاه الأخير لانخفاض التضخم.

أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه يوم الأربعاء، وأعلن رئيس البنك، جيروم باول، أن معظم المسؤولين يتوقعون خفض أسعار الفائدة خلال هذا العام إذا استمرت سلسلة من قراءات التضخم المنخفضة،ورغم ذلك، أشار إلى أنه من غير المرجح أن يكونوا واثقين بشكل كاف في استدامة انخفاض التضخم بحلول موعد اجتماعهم المقبل.

وبهذا القرار، يعكس البنك المركزي حذره من اتخاذ خطوات فورية نحو خفض أسعار الفائدة، في انتظار المزيد من الأدلة على استقرار واستمرارية انخفاض التضخم. يظهر هذا التوجه استعداد البنك لتكييف سياسته استنادًا إلى التطورات الاقتصادية الحالية.

تم بقناة HennawiFx العامة على التلجرام

اشتراك  بقناة الدروس التعليمية Hennawifx على اليوتيوب

اشتراك  بقناة التحليلات اليومية اليومية Hennawifx على اليوتيوب

وفقكم الله