هل سيواصل الذهب تراجعه مع تعزيز الدولار وارتفاع عوائد السندات؟
هل سيواصل الذهب تراجعه مع تعزيز الدولار وارتفاع عوائد السندات؟
02 May
02May
شهدت أسعار الذهب الفورية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مما أدى إلى محو جزء من المكاسب التي تحققت في الجلسة السابقة.
جاء هذا الانخفاض نتيجة لعدة عوامل، أبرزها تعزيز قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بالإضافة إلى تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتخفيف من مخاوف اندلاع نزاع إقليمي.
في التفاصيل، يمكن تحليل العوامل التي أسهمت في دفع أسعار الذهب نحو الانخفاض خلال تداولات اليوم كما يلي:
أولًا: الخطاب التشددي للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
أثرت الإشارات الأخيرة من البنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل واضح على قوة الدولار الأمريكي، مما انعكس سلبًا على أسعار الذهب، وقد جاءت هذه الإشارات في سياق تقييم البنك للوضع التضخمي، حيث عبر عن قلقه من عدم عودة معدلات التضخم إلى المستوى المستهدف بسرعة كافية، مما يستبعد فكرة خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في الأمد القريب.
كان لتأكيد البنك الاحتياطي الفيدرالي على استمرار سياساته التشديدية تأثير مباشر في رفع توقعات السوق بشأن استمرار هذه السياسات لفترة أطول من المتوقع، مما عزز من قوة الدولار الأمريكي.
هذه الزيادة في قيمة الدولار جعلت الذهب، الذي يُقيم بالدولار، أقل جاذبية كفرصة استثمارية للمستثمرين الذين يتعاملون بالعملات الأخرى.
هذه العوامل مجتمعة قدمت تحليلاً دقيقًا للأسباب الكامنة وراء الضغوط الهبوطية على أسعار الذهب في السوق الفورية خلال تداولات اليوم.
ثانيا: ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتأثيرها على أسعارالذهب
في الأسواق المالية اليوم، شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى تعزيز الضغوط الهبوطية على أسعار الذهب الفوري.
الارتفاع في عوائد هذه السندات جعلها أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنة بالاستثمار في الذهب.
تحديدًا، سجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات زيادة بنسبة 0.48%، ليصل إلى 4.614%، في الوقت نفسه، ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 20 سنة بنسبة 0.59%، ليبلغ 4.848%، بينما زاد عائد سندات الأجل 30 سنة بنحو 0.64%، مسجلًا 4.742%.
من جهة أخرى، يبدو أن هناك قلقًا في الأسواق بشأن الأداء الاقتصادي الأمريكي في ظل البيئة النقدية التشديدية التي قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعًا.
البيانات الاقتصادية الأخيرة أظهرت تأثرًا في قطاعي التصنيع والخدمات، فضلاً عن تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الأول من العام، استجابةً لهذه التحديات، شهدنا نموًا في الطلب على عقود الذهب الآجلة كوسيلة تحوط ضد الضعف الاقتصادي المحتمل.
نتيجة لهذه العوامل، شهدت أسعار الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 0.64%، لتصل إلى 2304.48 دولار للأوقية. في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب الآجلة بمقدار 0.10%، لتبلغ 2313.3 دولار للأوقية.
هذا التطور يعكس التوتر المستمر بين الفرص الاستثمارية في الأصول ذات الدخل الثابت مقابل المعادن الثمينة في ظل تقلبات السوق والتحديات الاقتصادية.
اشترك بقناة HennawiFx العامة على التلجرام
اشتراك بقناة الدروس التعليمية Hennawifx على اليوتيوب