تحليل مفصل لسلوك الدولار وتوقعاته في السوق المالية

في تعاملات الأمس، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً مقابل العملات الرئيسية، حيث أغلق مؤشر الدولار على ارتفاع. 

جاء هذا الارتفاع في أعقاب تصريحات قوية من نيل كشكاري، عضو الاحتياطي الفيدرالي، التي أحدثت تقلبات كبيرة في الأسواق بعد إشارته إلى إمكانية رفع الفائدة إذا دعت الضرورة.

اليوم، لا توجد بيانات اقتصادية كبرى متوقعة قد تؤثر على الأسواق، لكن من المقرر أن يدلي ثلاثة من أعضاء الفيدرالي الأمريكي بتصريحات قد تسبب تقلبات جديدة.

هذه التصريحات المرتقبة قد تكون كافية لإحداث تحركات قوية في الأسواق، لذلك ينبغي أن نتحلى بالحذر خلال تداولات اليوم، خاصة وأننا شهدنا ارتفاعاً في مؤشر الدولار أمس، ومن المحتمل أن نرى اليوم تصريحات تحمل دلالات مغايرة قد تؤدي إلى تحركات عكسية.

التصريحات المنتظرة ستكون خلال الفترة المسائية بتوقيت مكة المكرمة، من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة الثامنة والنصف مساءً. 

على الصعيد الفني، لاحظنا إغلاق مؤشر الدولار بشمعة يومية صاعدة، ما يشير إلى أن الأسعار تقترب من مستويات 61 فيبوناتشي. وعلى الفريم اليومي، يظهر أن الأسعار لا تزال تتحرك فوق خط اتجاه صاعد.

ومع ذلك، على الفريم الأربع ساعات، لاحظنا كسر لخط الاتجاه الصاعد، وهو ما أدى إلى هبوط قوي استطاع كسر القيعان السابقة. 

حالياً، نتوقع إمكانية إعادة اختبار مستويات 105.70، التي تُعتبر منطقة عرض مهمة وتتزامن مع مستويات فيبوناتشي 61 لموجة الهبوط الأخيرة. قد نشهد صعودًا إلى هذه المستويات ثم هبوطًا لتشكيل قمة ثانية.

هذا هو أحد السيناريوهات المتوقعة. ومن ثم، ننتظر الصعود إلى هذه المستويات قبل التفكير في بيع الدولار مقابل العملات الأخرى من الناحية الفنية، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى توخي الحذر، نظرًا للتضارب بين الإشارات الصادرة عن الفريم اليومي وفريم الأربع ساعات. الدخول في السوق يجب أن يكون بحذر لتجنب المخاطر المحتملة.

إخواني وأخواتي الأعزاء، أود أن أنبهكم إلى أنه في حال بلوغ الأسعار لمناطق الدخول المُحددة، يُفضَّل الدخول بإدارة مخاطر محكمة، حيث لا يتجاوز التعرض للمخاطر نصف في المئة من رأس المال.

سنواصل المتابعة معًا، بإذن الله تعالى، عبر قناة التليجرام العامة، خاصة في حال ظهور أية إشارات دخول. 

كما أشرتُ سابقًا، أتوقع حدوث تقلبات قوية اليوم، ومن الممكن استغلالها لإجراء عمليات تداول سريعة (سكالبينج) للذهب.

حتى الآن، تحققت توقعاتنا التي طرحناها في التحليل الأسبوعي، حيث ارتفعت الأسعار بالضبط إلى منطقة العرض التي كنا نتوقع منها تعديل الأسعار، ومع ذلك فإن الهبوط الذي شهدناه حتى الآن يظل ضعيفًا؛ لقد لاحظتم بأنفسكم تكوين شمعة صاعدة يوم الاثنين، تلتها شمعة بيعية يوم الثلاثاء، ولكن هذه الحركة لم تصل إلا إلى مستويات 38% من منطقة الصعود الأولية.

مع تداولات اليوم، نلاحظ أن الدولار والذهب يشهدان ارتفاعًا في إطار الأربع ساعات، وخلال الفترة الآسيوية تكونت لدينا شمعة ابتلاعية صاعدة. 

ما أود أن أوضحه هو أن تحليلاتنا وتوقعاتنا لأسعار الذهب على المدى المتوسط والبعيد تشير إلى الصعود، ومع ذلك قد نشهد عمليات تصحيحية قصيرة المدى لاختبار مستويات الطلب الأسبوعية، والتي قد تُمهد الطريق لموجات صعود أكبر، بإذن الله.

أنصح إخوتي وأخواتي المستثمرين بانتظار عمليات التصحيح لشراء الذهب من مستويات أكثر انخفاضًا وجاذبية، ومع ذلك يجب أن نتذكر أن كل شيء ممكن؛ قد نرى صعودًا من المستويات الحالية واختراقًا للمستويات المرتفعة دون مشكلات. 

ولهذا لا أفضل الشراء من هذه المستويات لأنها مرتفعة جدًا وحتى الآن، كما لاحظتم، فإن موجات الصعود الحالية ليست قوية ولا تظهر زخمًا شرائيًا كافيًا في الوقت الحالي.