تحليل شامل هل يستمر الذهب في الصعود وسط تقلبات الأسواق؟

في تحليل الذهب الأخير، تظهر لنا عدة عوامل تؤثر على حركة أسعار الذهب في السوق. أولاً، من المهم أن نلاحظ أن الذهب شهد صعودًا قويًا بعد صدور مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي والذي أظهر انخفاضًا في معدلات التضخم. هذا الانخفاض في التضخم دفع المستثمرين للاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره.

ثانيًا، قرارات الفيدرالي الأمريكي بتثبيت معدلات الفائدة كان لها تأثير كبير على الأسواق. حيث أعلن الفيدرالي أنه سيبقي على سياسته النقدية المتشددة دون تغيير، مشيرًا إلى أن أي قرارات مستقبلية ستعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية الصادرة. جيرون باول، رئيس الفيدرالي، أوضح أن البيانات الاقتصادية الأمريكية جيدة لكنها ليست بالمستوى المطلوب، وأن التضخم رغم انخفاضه لا يزال أعلى من المستويات المستهدفة.

علاوة على ذلك، فإن توقعات النمو الاقتصادي الأمريكي لعام 2024 تشير إلى نسبة نمو جيدة تقدر بـ 2.1%. هذا النمو الاقتصادي الجيد، بالإضافة إلى التوازن الذي بدأ يشهده سوق العمل الأمريكي، يوفر بعض الاستقرار ولكن ليس بما يكفي لخفض القلق بشأن التضخم.

من الناحية الفنية، ومن خلال التحليل الفني اليومي للذهب، نلاحظ أن هناك عمليات صعود تصحيحية وصلت لمستويات 50% فيبوناتشي من آخر هبوط حصل. هذا يعطينا إشارة بأن السوق ربما يشهد ضغطًا بيعيًا واضحًا على أسعار الذهب، خاصة إذا لم تكن هناك تصريحات أو تدخلات غير متوقعة قد تؤدي إلى تغيير الحركة الحالية.

على المدى القصير، ومع البيانات الهامة المتوقع صدورها قريبًا، مثل مؤشر أسعار المنتجين ومؤشر شكاوي البطالة الأمريكية، قد نرى تقلبات قوية تؤثر على أسعار الذهب. إذا جاءت هذه البيانات بشكل يوحي بانخفاض جديد في معدلات التضخم، قد نشهد هبوطًا في أسعار الذهب وصولًا إلى مناطق الطلب الأسبوعية.

بناءً على كل هذه العوامل، يبدو أن الاتجاه العام لأسعار الذهب قد يكون هبوطيًا في الفترة القادمة إذا استمرت السياسة النقدية المتشددة للفيدرالي. ومع ذلك، يجب دائمًا مراقبة البيانات الاقتصادية وتصريحات الفيدرالي عن كثب لتعديل التوقعات وفقًا للمتغيرات الجديدة.