هل سيواصل الذهب صعوده في ظل التوقعات الاقتصادية الحالية؟

يعتبر الذهب من المعادن الثمينة التي تحظى باهتمام واسع في الأسواق المالية، حيث يعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الاضطراب الاقتصادي. في هذا السياق، نقدم تحليلًا شاملاً لأداء الذهب بناءً على المعطيات الفنية والاقتصادية الحالية.

في تداولات الأمس، لاحظنا تشكيل شمعة صعودية على الفريم اليومي للذهب، مما يشير إلى وجود ضغط شرائي قوي. إلا أن هذا الصعود لم يكن كافيًا لاختراق مستويات المقاومة الحرجة عند 2390 دولار للأوقية. هذا يعكس حالة من الحيرة بين المتداولين في انتظار البيانات الاقتصادية الهامة التي ستصدر غدًا، مثل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي وقرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية.

تتشكل لدينا الآن مستويات دعم ومقاومة مهمة. من جهة الدعم، نلاحظ أن مستويات 2320 دولار تشكلت كمناطق طلب قوية، خاصة بعد تداولات الجمعة السابقة التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا من هذه المستويات. أما من جهة المقاومة، فإن مستويات 2390 دولار تشكل حاجزًا قويًا يجب اختراقه لتأكيد الاتجاه الصعودي على الفريم اليومي.

توقعات السوق تشير إلى احتمال انخفاض معدلات التضخم الشهري في الولايات المتحدة، مما قد يدفع الفيدرالي الأمريكي لتخفيف سياسته النقدية المتشددة. في حال تحقق هذا السيناريو، قد نشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب نتيجة لانخفاض الدولار الأمريكي.

على الفريمات الزمنية الأصغر، مثل فريم الأربع ساعات، نلاحظ وجود خط اتجاه هابط. هذا الاتجاه يعكس التصحيحات السريعة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية. إلا أنه في حال تمكن الذهب من اختراق هذا الخط والعودة للارتفاع فوق مستويات 2390 دولار، فقد يكون ذلك إشارة قوية للعودة إلى الاتجاه الصعودي على الفريم اليومي.

يجب على المتداولين توخي الحذر الشديد في تداولات هذا الأسبوع، نظرًا للتقلبات العالية المتوقعة مع صدور البيانات الاقتصادية الهامة. من المهم اتباع إدارة مالية سليمة وتحديد مستويات المخاطرة بعناية لتجنب الخسائر الكبيرة.

في النهاية، يظل الذهب أداة استثمارية مهمة، وفرصة جيدة للشراء عند التصحيحات الهابطة في ظل الاتجاه الصعودي الطويل الأمد على الفريمات الكبيرة. نسأل الله التوفيق والربح الوفير للجميع.