حذر الخبير الاقتصادي محمد العريان، رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من التهاون في معركته ضد التضخم، وذلك عقب صدور بيانات إيجابية تشير إلى تحسن في معدلات التضخم خلال الفترة الأخيرة. أكد العريان أن المهمة لم تكتمل بعد، وأن التحديات المتعلقة بارتفاع الأسعار لا تزال قائمة، خاصة في ضوء التقرير الأخير حول نمو سوق العمل.العريان شدد على أهمية أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي جهوده في مواجهة التضخم، وعدم الانصياع للضغوط التي تدفعه للتركيز بشكل حصري على استقرار الأسعار. وقال إن التقرير الشهري للوظائف الذي صدر في سبتمبر يُظهر أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 254 ألف وظيفة، وهو ما يفوق بكثير التوقعات التي كانت تشير إلى إضافة 140 ألف وظيفة فقط. كما تم تعديل أرقام شهر أغسطس لتظهر إضافة 159 ألف وظيفة بدلاً من التقديرات السابقة التي بلغت 142 ألفًا.وأوضح العريان أن هذه الأرقام تعكس قوة سوق العمل، ولكنه حذر من أن تحقيق أقصى مستويات التوظيف لا ينبغي أن يكون الأولوية القصوى في هذه المرحلة. بل يجب أن يركز الاحتياطي الفيدرالي على إيجاد توازن دقيق بين استقرار الأسعار والحفاظ على سوق عمل نشط، مشيراً إلى أن مهمة السيطرة على التضخم لم تنتهِ بعد.وأضاف العريان أن التضخم يمثل خطرًا طويل الأمد على الاقتصاد، وإذا لم يتم التصدي له بحزم، فقد يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للمواطنين وزيادة الضغوط الاقتصادية.يأتي هذا التحذير في وقت حساس بالنسبة لصناع القرار في الولايات المتحدة، حيث يواجه الاقتصاد تحديات مزدوجة تتمثل في تعزيز النمو الاقتصادي والحفاظ على استقرار الأسعار، في ظل التقلبات العالمية والضغوط التضخمية.
في تطور آخر على الساحة الدولية، غادر أناتولي أنتونوف، السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، واشنطن متوجهًا إلى موسكو بعد انتهاء فترة خدمته. أنتونوف، الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2017، يُعتبر من الدبلوماسيين الروس المخضرمين والمعروفين بمواقفهم المتشددة. وقد أظهرت تصريحاته الأخيرة ثقته في أن روسيا ستحقق النصر في الصراع الدائر في أوكرانيا، على الرغم من التوترات المتصاعدة بين موسكو وواشنطن.تشهد العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة توترًا غير مسبوق منذ عقود، وذلك على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في عام 2022. وصف أنتونوف هذه الحرب بأنها "عملية عسكرية خاصة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو يقودون حربًا هجينة ضد روسيا في أوكرانيا.من ناحية أخرى، ترى كييف والدول الغربية أن تصرفات روسيا تمثل محاولة استيلاء إمبريالي غير مبرر على الأراضي الأوكرانية. ويعتبر هذا الصراع واحدًا من أخطر المواجهات بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، حيث تقترب العلاقات الدولية من مستويات حرجة من التوتر.رغم انتهاء فترة خدمته في الولايات المتحدة، لا تزال تداعيات مغادرة أنتونوف تشكل جزءًا من الصورة الأوسع للعلاقات الروسية الأمريكية، حيث لم تُعلن موسكو بعد عن خليفته، ما يترك المجال مفتوحًا للتكهنات حول مستقبل العلاقات بين البلدين في ظل هذا الصراع المستمر.